اجتمع عدد من أبناء الجالية المسلمة في فرنسا المصدومين والذين يشعرون بخوف وعزلة بعد مرور ثلاثة أيام على هجوم نيس الذي أودى بحياة 84 شخصا. وفي مسجد بأحد ضواحي نيس عبر رجال ونساء - مسلمون وغير مسلمين - عن بالغ حزنهم. ومازالت لدى كثير منهم أسئلة دون إجابات. وتقول السلطات الفرنسية إن التونسي محمد لحويج بوهلال المتهم بتنفيذ هجوم نيس "اتجه نحو التطرف بسرعة كبيرة."
وقال ممثل الادعاء في باريس يوم الاثنين 16 يوليو تموز إنه رغم عدم وجود دليل على أن بوهلال كانت له صلة بتنظيم الدولة الإسلامية إلا أنه أبدى في الآونة الأخيرة اهتماما بالفكر الإسلامي المتشدد. لكن كثيرين من مسلمي فرنسا غير مقتنعين بهذه الرواية. وقال سعود بوكيود "أنا شخصيا غير مقتنع بأنه اتجه نحو التطرف بسرعة وأنه اندمج وسط الحشد عن طريق شرب الخمر.
لا أعتقد أنه بإمكانك أن تقضى عشرة أعوام في أن تكذب وتشرب الجعة وتدخن المخدرات وترقص السالسا وتحطم (قلب) زوجتك ... وتمزق دمية طفلك وما إلى ذلك وتزعم أنك متدين وتتوقع الجنة ورحمة الله."
وتوفر بريجيت جوي الإخصائية النفسية الدعم لشبان مسلمين يشعرون بالتهميش والغضب من المجتمع الفرنسي وربما يكونون هدفا للمتشددين الذين يسعون لتجنيد الأشخاص أو حتى غيرهم من الذين تعرضوا سابقا للفكر الإسلامي المتشدد ومنهم بعض العائدين من سوريا. وتؤكد جوي أن التحول السريع نحو التشدد يلزمه فترة طويلة من الإعداد أو أرضا خصبة جاذبة. وفي ضاحية أريان التي يقطنها أغلبية مسلمة وتقع على بعد كيلومترات من منطقة أباتوار التي عاش فيها بوهلال قال إمام مسجد الفرقان إن المتشددين يعتدون على الضعفاء ويحذرون من التركيز على عقيدة القاتل.
وقال بوبكر بكري إن الجالية المسلمة تتعرض للأسر مشيرا إلى تصديقه لفكرة إمكان اختيار شخص ما وتحويله إلى قنبلة بشرية.
وسواء كان لبوهلال صلة مباشرة بتنظيم الدولة الإسلامية أم لا فإن المعلومات الخاصة به تتوافق مع ما توصلت إليه دراسة أجرتها مؤخرا وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول) عن المجندين المتشددين الأجانب. أظهرت الدراسة أن نحو أربعة من كل خمسة من المجندين في الدولة الإسلامية لهم سجلات جنائية بينما جرى تشخيص نحو 20 في المئة منهم بأنهم يعانون من مشكلات تتعلق بالصحة النفسية.
مدي1تفي.كوم ووكالات