لماذا يعد الإثنين الثالث من يناير الأكثر كآبة في السنة؟

يصطلح عليه "الإثنين الأزرق" أو "The blue Monday"  باللغة الانجليزية، وهو تعريف للحالة النفسية التي تسود خلال الاثنين الثالث من شهر يناير من كل عام، والذي يصادف اليوم 17 يناير، حسب نظرية نفسية بريطانية. لكن ما لغز هذه التسمية وكيف تم التوصل إلى هذه النظرية؟

يعرف الاثنين الثالث من شهر يناير من كل سنة باسم "الاثنين الأزرق" منذ العام 2005، استنادا إلى نظرية العالم النفسي البريطاني كليف آرنال Cliff Arnall"، الذي خلص بعد دراسات وأبحاث إلى أن ثالث إثنين من كل يناير هو اليوم الأكثر كآبة خلال السنة.

 واستند العالم النفسي في نظريته إلى علوم الرياضيات، التي مكنته من استنتاج معادلة تجمع حالة الطقس بالحالة المادية الراهنة، والمحفزات المختلفة المرتقبة خلال تلك الفترة بالذات، ليخلص إلى أن الاثنين الثالث من شهر يناير يكون في الغالب يوما باردا وممطرا في الكثير من الأوقات، ويصادف انتهاء مظاهر احتفالات رأس السنة الميلادية، وظهور الالتزامات المادية من الضرائب السنوية والفواتير والديون المستحقة، ناهيك عن الصراع النفسي الذي يعيشه الفرد لتحديد أهداف السنة القادمة في ظل المحفزات المنعدمة، نظرا لمتطلبات هذا الشهر الماية والمعنوية.

ومع تراكم سنتين من الجهود العالمية للتصدي لجائحة كورونا، وتفشي متحوراتها المختلفة، انتعشت نظرية "الاثنين الكئيب" لدى الكثيرين، لتفرض نفسها بقوة هذه السنة أكثر من السنوات الماضية.

يقول كليف آرنال، صاحبة نظرية "الأثنين الكئيب" إن نظريته التي انتشرت بسرعة النار في الهشيم، لم تكن مبينة على أسس علمية قوية، بل إنها كانت مجرد دراسة تسويقية قام بها لفائدة وكالة أسفار، لتحديد اليوم الأكثر كآبة في السنة، مؤكدا أن جدوى هذه الدراسة كانت إقناع المستهلكين بأن ذلك اليوم "الكئيب" هو الأنسب لحجز رحلة للعطلة، ومنح للنفس متسعا للترويح عنها والتفكير بإيجابية، وهو أسلوب تسويقي لقي انتقادا لاذعا آنذاك من طرف الجمعية البريطانية المتخصصة في الصحة النفسية.

وينفي العالم البريطاني صحة نظريته التي لا زالت تجد صداها لدى عشاق الألغاز والمعلومات الغريبة، قائلا في كل حوار له مع وسائل الإعلام: " ليس عليكم القلق إذا سمعتم في الأخبار أن اليوم هو اليوم الأكثر كآبة في السنة، فهذا اليوم ملككم، وأنتم من تحددون كيف سيمر".

MEDI1NEWS