أكد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عبد اللطيف وهبي، أن حزبه قام بإعادة النظر في عدد من القضايا من أجل مسايرة ومواكبة التحولات السياسية في المملكة، وكذلك لضمان حضور أفضل في المشهد السياسي المغربي.
غيرنا الكثير، أولا تغير خطابنا السياسي، وتصورنا للعملية الديمقراطية والانتخابية
استضاف برنامج "مواجهة للإقناع"، على قناة ميدي1 تيفي، عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، للحديث عن استعدادات الحزب للاستحقاقات الانتخابية المرتقبة وموقفه من القضايا الشائكة المطروحة للنقاش على الساحة الوطنية والدولية، وكذا تقييم الحزب لأداء المعارضة في البرلمان.
وقال وهبي، في الحلقة الأولى من البرنامج السياسي الجديد، في حديثه عن هوية الحزب وتغير خطابه، "غيرنا الكثير، أولا تغير خطابنا السياسي، وتصورنا للعملية الديمقراطية والانتخابية"، مؤكدا أن حزب الأصالة والمعاصرة "لم ينمحي، ولن ينمحي"، لأنه يتوفر على كل المقومات للاستمرار.
ونفى وهبي وجود هجرة من حزب الأصالة والمعاصرة، مؤكدا أن الأمر يتعلق فقط بظهور بعض الوجود الجديدة، في إطار إعطاء الفرصة للشباب والمرأة، فيما حافظ الحزب على 80 في المائة من مكوناته.
و بخصوص مسألة أعضاء الحزب المتابعين في قضايا فساد، أكد الأمين العام لحزب "البام" المعارض، أنه يحترم قرينة البراءة، التي تعد مبدأ دستوريا، ، موضحا أن الحزب لا يمكنه تجاوز ما ينص عليه الدستور المغربي الذي يمنح هؤلاء المتابعين حق الترشح إلى حين صدور الحكم.
أما عن حصيلة تجربة الحزب في المعارضة لأزيد من عقد من الزمن، أكد وهبي، أن حزبه يمارس معارضة بناءة ومحترمة، ولا يسعى لتقديم الفرجة بمشادات كلامية مع بقية الأحزاب، وإنما هدفه هو بناء الديمقراطية من خلال الحوار وتقبل اختلاف الآخر.
وعن استعداد حزب "البام" وتوقعاته بخصوص نتائجه في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، عبر وهبي عن ارتياحه وتأكده من نتيجة فوز حزبه وحصوله على المركز الأول بحصوله على 82 مقعدا، مشيرا إلى أن ما يهمه هو أن يكون رئيس الحكومة المقبل من حزب الأصالة والمعاصرة.
وحول نتائج الباكالوريا، عبر وهبي عن عدم ارتياحه من نسبة النجاح التي بلغت 68 في المائة، مشيرا إلى أن طموحه هو الوصول إلى 90 و98 في المائة. كما اعتبر الأمين العام لحزب "البام" أن نسبة النجاح التي حققها المغرب هذه السنة تعني أن المغرب حقق 68 في المائة من مشروعه التعليمي، ولا يزال أمامه المزيد.
وأشاد وهبي بتفوق الإناث، مؤكدا أن المرأة المغربية لديها كل المؤهلات للعب دور رائد في المجتمع المغربي، ويجب إعطاؤها الفرصة لتحقيق ذلك.
وفي حديثه عن موقف الحزب من قضايا المرأة المتعلقة بالمناصفة والإرث، أكد وهبي أن المرأة "موضوع مركزي" داخل الحزب، حيث أن هذا الأخير يحظى بأكبر قوة نسائية في البرلمان، معتبرا أن تطور المغرب لا يمكن أن يكون إلا بمشاركة المرأة والرجل معا.
ووعد وهبي، أنه في حال فاز "البام" بالأغلبية، فسيحرص على أن تتكون الحكومة المقبلة من 40 في المائة من النساء، لأنه لا يمكن، حسب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أن يتعارض المجال السياسي مع نتائج الباكالوريا التي أكدت أن المرأة لها دور كبير.
كما عبر وهبي عن متمنياته بأن يصبح حزبه أول حزب يرشح امرأة لرئاسة الحكومة، مؤكدا أن فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني، لها كل المؤهلات لتولي هذا المنصب.
وردا على سؤال حول رأي الحزب في مسألة الإرث، أكد وهبي أن "البام" لم يحسم بعد في هذه المسألة، التي تثيرا جدلا داخل الحزب، على اعتبار أنها مسألة خلافية ترتبط بقناعات دينية وأحكام قطعية، مشيرا إلى أن الحزب سيطلب رأي المجلس الأعلى العلمي، وبعض العلماء.
وفي هذا الإطار، صرح وهبي بأن حزبه ملتزم بما جاء في وثيقة "المناصفة دبا" التي وقع عليها، مشيدا بـ"العمل الجيد" الذي تقوم به وفاء حجي، منسقة ائتلاف "المناصفة دبا"، وداعيا إلى أن تمثل حجي في الحكومة المقبلة لتنفيذ هذا المشروع الذي يلقى تجاوبا وطنيا.
وعن النموذج التنموي الجديد في المملكة، ثمن الأمين العام لحزب الاصالة والمعاصرة هذه الخطوة، مبرزا أهميتها، ومتحدثا عن بعض التجارب التي يشهدها العالم، بهذا الشأن، في الوقت الراهن.
وبخصوص الأزمة بين المغرب وإسبانيا، عبر وهبي عن أسفه من موقف إسبانيا، التي تعد جارة للمغرب، وتصرفاتها "العبثية" التي تمس بالقضية الوطنية، مؤكدا أن حزب الأصالة والمعاصرة لم يكن متفرجا، خاصة وأن الأمر يتعلق بقضية الوحدة الوطنية، وإنما سجل موقفه الداعم للحكومة، مع تقديمه بعض الانتقادات، المتعلقة بطريقة تدفق المهاجرين، وذلك خلال الاجتماعات التي جمعت الحزب برئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، ووزير الشؤون الخارجية، ناصر بوريطة.
أما عن رأيه بخصوص الإجرءات المتخذة لضمان عودة مغاربة العالم في أحسن الظروف، أوضح عبد اللطيف وهبي أن هناك عدة أفكار ورؤى يجب التفكير فيها من أجل تحسين العملية وتعزيزها لتصبح أكثر عملية وملاءمة.
ويستضيف برنامج "مواجهة للإقناع"، الذي يبث كل أحد على الساعة 21:30 بتوقيف الرباط، على قناة ميدي1 تيفي، أبرز الفاعلين وصناع القرار في المشهد السياسي المغربي، في حوار مفتوح للنقاش والتفاعل، استعدادا للاستحقاقات الانتخابية التي يشهدها المغرب في الـ8 من شتنبر المقبل.